بمنى في أيام الحج

 حكم المبيت بمنى في أيام الحج ومدة المبيت في منى

حكم المبيت بمنى في أيام الحج ومدة المبيت في منى حكم المبيت بمنى في أيام الحج ومدة المبيت في منى هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، ف المبيت في منى هو إقامة الحجاج والمعتمرين في منطقة منى خلال فترة تأدية الحج أو العمرة، ويتم توفير المساكن والمرافق اللازمة لإيواء الحجاج والمعتمرين من قبل السلطات السعودية، ويكون المبيت في منى بشكل عام في خيام تحتوي على وسائل الراحة الأساسية، ومن خلال هذا المقال سيتم التعرف على الحكم الشرعي للمبيت في منى من عدمه، كما سيتم توضيح متى يكون هذا المبيت ومدته.

حكم المبيت بمنى في أيام الحج

إن المبيت بمنى في أيام الحج هو واجب من الواجبات التي يترتب عليها الحج فلا يجوز تركه أو التهاون به، وقد بين أهل العلم أنّه يترتب على تركه دم، وذلك بأن يذبح الحاج شاةً ويوزعها على الفقراء في الحرم المكي الشريف، وقد قال في ذلك الإمام ابن قدامة رحمه الله: 

ويقاس عليه أيضا كل دم وجب لترك واجب كدم القران، وترك الإحرام من الميقات، والوقوف بعرفة إلى غروب الشمس، والمبيت بمزدلفة، والرمي، والمبيت ليالي منى بها، وطواف الوداع، فالواجب فيه ما استيسر من الهدي، فإن لم يجد فصيام عشرة أيام

حكم المبيت في منى أيام التشريق

إنّ المبيت في منى أيام التشريق هو واجب على المسلمين من حجاج بيت الله الحرام لمن قدر عليه، وأما من كان له عذرٌ فلا حرج، وذلك ما ورد في هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلما جاء العباس -رضي الله عنه- إليه مستأذنًا إياه في المبيت في منى، أذن له الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يبيت في مكة المكرمة من أجل السقاية، وكذلك أذن -عليه الصلاة والسلام- للرعاة مبيتهم في مكة من أجل الرعاية، وقد استدل أهل العلم بذلك على أنّه من كان له عذر فلا حرج عليه، وأما غير ذلك فإنه واجبٌ من واجبات الحج، والله ورسوله أعلم.

متى يكون المبيت بمنى

بيّن الإمام ابن باز -رحمه الله- أنّ الواجب في المبيت بمنى للحجاج أن يبيتوا ليلة الحادي عشر والثاني عشر من شهر ذي الحجة، وقد استثنى من ذلك الرعاة والسقاة ومن كان له عذر مرضي، وقد قال الإمام ابن باز رحمه الله في ذلك:

الواجب على الحجاج أن يبيتوا في منى، ليلة إحدى عشرة، وليلة اثنتي عشرة هذا الواجب، إلا السقاة والرعاة ومن له عذر كالمريض، فإذا كنت تبيت غالب الليل فلا شيء عليك. أما إذا كنت تبيت أقل من الأكثر فعليك دم؛ لأنك غير معذور، والرسول صلّى الله عليه وسلّم بات في منى، والصحابة باتوا في منى في حجة الوداع.

مدة المبيت في منى

ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب المبيت بمنى في الليلة الحادية عشر والثانية عشر من شهر ذي الحجة، وهي ليالي التشريق، أما بالنسبة للمبيت بمنى يوم التروية فهو من السنن التي اتفق عليها جميع أهل العلم والفقهاء، فقد ورد في صحيح البخاري: “سَأَلْتُ أنَسَ بنَ مَالِكٍ: أخْبِرْنِي بشيءٍ، عَقَلْتَهُ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أيْنَ صَلَّى الظُّهْرَ يَومَ التَّرْوِيَةِ؟ قالَ: بمِنًى، قُلتُ: فأيْنَ صَلَّى العَصْرَ يَومَ النَّفْرِ؟ قالَ: بالأبْطَحِ افْعَلْ كما يَفْعَلُ أُمَرَاؤُكَ” والله تعالى أعلم وأحكم.

هل يجوز عدم المبيت في منى

إن ترك المبيت في منى من غير عذر شرعي لا يجوز في أيام التشريق، لأن المبيت في هذه الأيام هو نسك من مناسك الحج التي شرعها لنا الله ورسوله، ورخص تركها فقط لأهل الاعذار كالسقاة والرعاة والمرضى، وإن تركه بدون عذر شرعي يستوجب على صاحبه الدم، وذلك ما ورد في مجموع فتاوى ابن باز: ” قال ابنُ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: مَن ترك نُسُكًا أو نسيَه فليُهرِقْ دمًا ” والله ورسوله أعلم.

أقوال العلماء فيمن ترك المبيت بمنى

إن المبيت بمنى ليالي أيام التشريق هو من الأمور المتفق على مشروعيتها بين أهل العلم والفقهاء، ولكنهم اختلفوا في سنيته أو وجوبه، وقد ذهب أكثرهم إلى الوجوب، وفيما يأتي توضيح لبعض آراء وأقوال أهل العلم:

  • وجوب المبيت: قال به الأئمة عروة وإبراهيم ومجاهد وعطاء ومالك والشافعي وأحمد، وذلك استنادًا لما قاله الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لا يبيتن أحد من الحاج ليالي منى من وراء العقبة”.
  • سنية المبيت: وقال به الأئمة ابن عباس والحسن وأبي حنيفة.
  • قال الإمام ابن حجر رحمه الله: “وفي الحديث دليل على وجوب المبيت بمنى، وأنه من مناسك الحج لأن التعبير بالرخصة يقتضي أن مقابلها عزيمة، وأن الإذن وقع للعلة المذكورة، وإذا لم توجد هي أو ما في معناها لم يحصل الإذن، وبالوجوب قال الجمهور. وفي قول للشافعي ورواية عن أحمد وهو مذهب الحنفية أنه سنة، ووجوب الدم بتركه مبني على هذا الاختلاف، ولا يحصل المبيت إلا بمعظم الليل”.

بذلك نصل لختام هذا المقال حكم المبيت بمنى في أيام الحج ومدة المبيت في منى والذي قدم جملة من الأحكام الشرعية المتعلقة بالمبيت في منى في أيام التشريق والحج، كما بين المقال متى يكون المبيت بمنى وكم يجب أن تكون مدته وحكم تركه كما أخبر أهل العلم والفقهاء.