شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة موجة واسعة من الجدل بعد تداول مقطع مصوَّر نُسب إلى المطربة رحمة محسن، زُعم أنه تم تسريبه عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. وترافق ذلك مع ادعاءات عن تعرض الفنانة لابتزاز من قبل زوجها السابق، بعدما أشارت إلى ضلوعه في نشر الفيديو المثير للجدل بهدف الإضرار بها. ودفعت الواقعة قطاعًا واسعًا من الجمهور إلى تسليط الضوء على الجانب القانوني للجرائم الإلكترونية وما يترتب عليها من عقوبات رادعة في القانون المصري.
ويحدد القانون رقم 175 لسنة 2018، والمعروف بقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، الأحكام الخاصة بالجرائم المرتبطة بالفبركة الإلكترونية ونشر معلومات بشكل مغلوط أو مضلل عبر الإنترنت. إذ يعاقب مرتكب مثل هذه الجرائم بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، بالإضافة إلى غرامة مالية قد تبلغ 100 ألف جنيه. وتستهدف هذه العقوبات حماية الأفراد من التلاعب الرقمي وحماية حياتهم الخاصة من الانتهاك والنشر غير المشروع للمواد التي تم التلاعب بها إلكترونيًا.
أما في ما يتعلق بجريمة الابتزاز الإلكتروني، فقد نص القانون ذاته على معاقبة الفاعل بالسجن مدة تبدأ من عام وتصل إلى خمس سنوات، إلى جانب غرامة مالية تتراوح ما بين 50 ألف و200 ألف جنيه. وإذا أسفر الابتزاز عن ضرر نفسي أو أذى بدني للضحية، فقد تصل العقوبة إلى السجن المؤبد، في رسالة واضحة وصارمة لردع كل من تسول له نفسه استغلال الأدوات الرقمية للإضرار بالآخرين أو تهديد خصوصيتهم.
وفي سياق متصل، أدلى بسام فتحي عمار، المأذون الشرعي الذي تولى كتابة عقد زواج رحمة محسن وزوجها السابق في عام 2023، بتصريحات أوضح فيها أن حالة الطلاق قد سُجلت لاحقًا في 2024 عن طريق مأذون آخر من السجل المدني، مؤكدًا أن جميع الإجراءات القانونية تمت بحضور الشهود وتوثيق السجلات الرسمية.
من جهة أخرى، تقدم أحد المحامين ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة يتهم فيه رحمة محسن بالتحريض على الفسق وارتكاب أفعال تسيء إلى الأخلاق والقيم الأسرية بحسب نص البلاغ. وأفاد المحامي في مذكرته بأن الفنانة قامت بتصوير نفسها أثناء ممارسة علاقة مع رجل آخر، وكانت تدرك تمامًا أن عملية التصوير تتم بكامل إرادتها وبدون أي لبس أو احتمال للتأويل.
وبعيدًا عن هذه الأحداث المثيرة للجدل، أعلنت الفنانة رحمة محسن دخولها المجال الدرامي من خلال أولى تجاربها السينمائية والتلفزيونية، حيث تشارك في مسلسل “علي كلاي” الذي يقوم ببطولته الفنان أحمد العوضي، والمقرر عرضه في موسم رمضان لعام 2026. وتأتي هذه الخطوة بعد النجاح الذي حققته في العام السابق بأغنيتها “أنا الزمان ياما دغدغني” ضمن أحداث مسلسل “فهد البطل”، والتي لاقت أصداء إيجابية وواسعة عند عرضها للجمهور. تعكس هذه التجربة الفنية الجديدة انتقال رحمة محسن من عالم الغناء إلى الدراما التلفزيونية، في محاولة لإثبات موهبتها المتعددة وتوسيع نشاطها الفني على الساحة.
من خلال هذه الوقائع المتلاحقة، يتضح مدى التأثير الكبير الذي باتت تحققه المنصات الرقمية في تشكيل الرأي العام، ودور القوانين المصرية المستحدثة في محاولة ضبط السلوكيات الرقمية وحماية الشخصيات العامة من الاعتداءات الإلكترونية، في ظل تنامي استخدام التكنولوجيا في قضايا التشهير والانتهاك الرقمي.

